بیان منظمة ضحایا العنف بخصوص موقف و حدیث رئیس جمهوریة الولایات المتحدة الامریکیة حول حوادث شارلوتسویل الامریکی

رمز الخبر : #2717
تاریخ النشر : دوشنبه, 6 شهریور 1396 15:58
" ابعثوا إلیَّ مضطریکم ومساکینکم والجموع المنغلقة على بؤسها ممن یحلمون بالتنفس فی اجواء الحریة، ارسلوا البؤساء ممن تضرروا بالکوارث فی سواحلکم المتلاطمة بأمواج الحوادث. ابعثوا بالمشردین و من ضربتهم الاعاصیر. سأضئ مشعلی على قارعة الطریق الذهبی"


هذه العبارات منحوته على لوحه نصبت على تمثال الحریة الذی یعد اهم تذکار تاریخی بالولایات المتحدة الامریکیة وتعتبر هذه العبارات من اهم النقاط الاساسیة فی دولة لم تألو جهداً للادعاء بمحاربة الاستبداد والقمع والدفاع عن الحریة والعدالة ولکن هذه المبادئ فقدت بریقها فی أمریکا حالیاً ففی نوفمبر الماضی اختار الشعب الامریکی مرشحاً لرئاسة الجمهوریة لم یدخر جهداً للحط من شأن ومنزلة حقوق الانسان و أضعاف أسسه ودعائمه فی بلاده و تنصل من التزاماتها الدولیة. ان دونالد ترامب شخصیه لا تتردد فی الجهر بمکنوناتها القلبیة و عقائدها الدفینة امام شعبه والعالم اجمع وقد اثبت صحة هذا الادعاء مراراً وتکراراً خلال حملته الانتخابیة و خلال السبعة أشهر الماضیة من تولیه الرئاسة.
وان ینسى احد کیف اهان ترامب عائلة جندی أمریکی مسلم قتل فی أفغانستان وکیف اصدر قانون حظر دخول مواطنی ٧ دول مسلمه الى الولایات المتحدة الامریکیة معرباً عن رأیه الحقیقی عن الاسلام والمسلمین ولم یتوانى عن تحقیر المکسیکیین.


وفی الأسبوع الماضی وبعد انقضاء أربعة ایام على حوادث شارلوتسویل المؤسفة اتخذ هذا الرجل مواقف عجیبه ففی البدایة وجه اللائمة الى کافة الأطراف على ما حدث وبعد یومین ذکر النازیون الجدد وانصار تفوق العرق الأبیض بالاسم واستنکر افعالهم ولکن هذا الموقف لم یستمر طویلاً ففی یوم الثلاثاء وخلال خطابه عن موضوع البنى التحتیة فی البلاد، اجاب على سؤال عن حوادث شارلوتسویل بغضب ظاهر و لام الجانبین على حد سواء، القومیین المتعصبین و معارضیهم. هذا الموقف اثار موجة استنکار عالمیه حتى فی صفوف حزبه. فقد ادان وشجب عدد من أعضاءه ما صدر عن الرئیس نفسه وبصوره خاصه.


وقد تطرق السید محمد جواد ظریف وزیر الخارجیة الایرانیة فی حسابه على موقع تویتر الى اشتباکات شارلوتسویل و الى تویت ترامب الشدید اللهجة وصرح قائلاً " ان اسراع ترامب الى اهانة الاسلام و تردده فی ادانة الاٍرهاب العرقی والعنصری فی دیاره و وکذلک الاٍرهاب باسم العرق او الدین یعتبر ارهاباً ولا یمثل احد"
و تود منظمة الدفاع عن ضحایا العنف التذکیر بانه لایمکن من الناحیة الاخلاقیة المقارنة بین التفرقة العنصریة و بین من یعترضون علیها. ففی القرنین الماضیین ناضل الملایین ضد العبودیة والعنصریة و ضحوا بأنفسهم لأجل ذلک و على هذا الأساس صادقت منظمة الامم المتحدة على وثیقه هامه بخصوص مکافحة العنصریة. ففی ٢١/ ١٢/ ١٩٦٥م صادقت منظمة الامم المتحدة على المعاهدة الدولیة للقضاء على کافة أشکال العنصریة وأصبحت المعاهدة المذکورة الزامیه بتاریخ٤ /١/ ١٩٦٩م و وقعته ١٧٧ دوله لحد الآن ومنها الولایات المتحدة الامریکیة نفسها.
تهدف هذه المعاهدة الدولیة المهمة الى القضاء على النازیة والفاشیة بصوره نهائیة والحیلولة دون عودتها مرةً اخرى.


ان منظمة الدفاع عن ضحایا العنف و بناءاً على بعض المواثیق الدولیة منها ما صدر من معاهدات و مواثیق من قبل منظمة الامم المتحدة والبیان العالمی لحقوق الانسان، تستنکر وتدین بشده موقف رئیس جمهوریة الولایات المتحدة بهذا الخصوص لانه یؤدی الى تعمیق التصدع العرقی فی بلاده.
و تطلب المنظمة من مجلس odvv لحقوق الانسان بمنظمة الامم المتحدة و من المفوضیة العلیا لحقوق الانسان بالأمم المتحدة، ادانة واستنکار کلام رئیس جمهوریة دوله تدعی دعم حقوق الانسان و تعتبر احد مؤسسی منظمة الامم المتحدة، حول هذه الاشتباکات.