غزة/-لم یخطر ببال الطفلة دعاء یاسین أن التقاط دُمیة داخل کیس ملقی علی الأرض أمام منزل عائلتها فی حی الشجاعیة شرق مدینة غزة ، سیُحول حیاتها رأساً علی عقب, ویضمها إلی قائمة ضحایا الأجسام المشبوهة من مخلفات الحرب الصهیونیة الأخیرة.

رمز الخبر : #2152
تاریخ النشر : دوشنبه, 4 اردیبهشت 1396 18:14
لم یخطر ببال الطفلة دعاء یاسین أن التقاط دُمیة داخل کیس ملقی علی الأرض أمام منزل عائلتها فی حی الشجاعیة شرق مدینة غزة ، سیُحول حیاتها رأساً علی عقب, ویضمها إلی قائمة ضحایا الأجسام المشبوهة من مخلفات الحرب الصهیونیة الأخیرة.

دعاء –والتی لم تتجاوز الـ12 ربیعاً- فقدت یدها الیمنی بعد أن انفجر ذاک الجسم الذی تبین فیما بعد أنه من بقایا الذخائر ، والقذائف التی أطلقها الاحتلال إبان الحرب علی القطاع.
وتشیر إحصاءات منظمة الأمم المتحدة إلی أن هناک (97) فلسطینیاً ، بینهم (48) طفلاً قد تضرروا من هذه المخلفات العسکریة بعد أن وضع العدوان أوزاره.
وعن تفاصیل تلک الحادثة الألیمة، قالت 'دعاء' لمراسل وکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء 'إرنا'، :' بینما کنت فی طریق عودتی من المدرسة ظهراً، وجدت أمام منزلنا کیساً أسود اللون بداخله عروس, لعبت بها لدقائق ، وبمجرد أن سقطت، وحاولت التقاطها مجدداً وقع الانفجار !'.
ومکثت الطفلة الغزّیة ما یزید علی (50) یوماً فی مشافی الضفة الغربیة المحتلة التی نقلت إلیها نظراً لوضعها الصحی الحرج, خضعت خلالها لثمانی عملیات جراحیة.
وتسببت الإصابة بضغوط نفسیة لـ'دعاء'، التی أضافت ' فی البدایة کنت أخجل من مغادرة بیتنا ، و اللهو مع زمیلاتی نتیجة فقدان یدی, ناهیک عن عدم قدرتی علی القیام بالکتابة أو حتی تناول الطعام'.
وبدورها , أشارت فدوی یاسین والدة الطفلة الجریحة إلی أن إصابة ابنتها، وما حدث معها قد ترک أثراً نفسیاً کبیراً علی حیاتها إلی الحد الذی جعلها تلجأ للانطواء ، وکذلک علی حیاة بقیة أفراد عائلتها.
وتضیف الوالدة الصابرة, 'الحمد لله علی کل حال، صحیح أننا لم نتحسر علی فقدان عزیز لنا خلال الحرب الأخیرة ؛ لکن بعد انتهائها بنحو شهرین ترکت مخلفاتها أثرها علی ابنتی'.
وتعمل أسرة 'دعاء' علی توفیر الأجواء المناسبة داخل المنزل نظراً للوضع الصحی والنفسی الخاص لطفلتهم, حیث أنها تحتاج لجلسات دعم مستمرة من أجل جعلها تتأقلم ، و تتعایش مع الحیاة الجدیدة بعد وجود الطرف الصناعی.
وشارکت الطفلة المصابة مؤخراً فی معرض نظمته منظمة الصلیب الأحمر الدولی بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطینی، و وزارة التربیة والتعلیم ، و وزارة الداخلیة, بمناسبة 'الیوم العالمی للتوعیة بمخاطر المخلفات الحربیة والألغام'.
وقالت المتحدثة باسم بعثة الصلیب فی غزة سهیر زقوت, :' إن المعرض جاء لتوعیة الفئات المختلفة من شرائح المجتمع الفلسطینی، وبخاصة الأطفال حول أضرار مخلفات الأجسام المشبوهة الناجمة عن الحروب الإسرائیلیة'.
وأشارت 'زقوت'، إلی أن اللجنة الدولیة ترکز جزءاً من أنشطتها لغرض وقایة وحمایة المدنیین العُزّل من خطر التعرض للأجسام المشبوهة, لا سیما من یقطنون فی المناطق الحدودیة القریبة من نقاط التماس مع الاحتلال.
وإلی جانب هذه الأخطار علی السکان المدنیین، تعیق المخلفات العسکریة غیر المنفجرة ضمن رکام المبانی المدمرة التنمیة الاجتماعیة، و الاقتصادیة.