"إن حاولت أن تهرب یطلقون النار علیک، وإن توقفت عن العمل یضربونک، تماما کتجارة العبید"

رمز الخبر : #647
تاریخ النشر : چهارشنبه, 2 تیر 1395 12:14
الیونیسف تنشر تقریرا حول المخاطر التی تواجه اللاجئین والمهاجرین الیافعین الهاربین إلى أوروبا من غیر المصحوبین بذویهم

وصل 9 من کل 10 أطفال لاجئین أو مهاجرین عبروا إیطالیا هذا العام أوروبا دون أن یکون معهم أحد من ذویهم، مما دفع الیونیسف للتحذیر من ارتفاع مخاطر العنف، والاستغلال والموت التی تواجههم.
تفید الیونیسف فی تقریر نشرته بعنوانخطر فی کل خطوة على الطریق أن 7,009 طفل غیر مصحوبین بذویهم عبروا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة من شمال إفریقیا إلى إیطالیا، أی أن العدد تضاعف مقارنة بما کان علیه العام الماضی.
یوثق التقریر المخاطر المروعة التی یواجهها الیافعون فی رحلة الهرب من النزاع، والیأس والفقر.
تم تسجیل 2,809 حالة وفاة فی البحر المتوسط فی الفترة ما بین 1 کانون الثانی و5 حزیران 2016، مقارنة بحوالی 3,770 حالة العام الماضی بأکمله، توفی معظمهم على طریق البحر المتوسط المرکزی – والکثیر منهم کانوا أطفالا.
یعتمد الأطفال غیر المصحوبین بذویهم عادة على مهربی البشر، والذین یعتمدون فی کثیر من الأحیان نظام ’الدفع خلال السفر‘ مما یعرض الأطفال للاستغلال.
یقول آیمامو، 16 سنة عن المزرعة التی عمل فیها مع أخیه التوأم فی لیبیا مدة شهرین لیدفعا للمهربین: "إن حاولت أن تهرب یطلقون علیک النار، وإن توقفت عن العمل یضربونک، کان الأمر کتجارة العبید تماما". ویضیف: "مرة استرحت لخمسة دقائق فانهال علی رجل ضربا بالعصا. وبعد انتهاء العمل یحبسونک فی الداخل".
کما یتعرض بعض هؤلاء الأطفال للاستغلال والعنف الجنسی، فقد صرح أخصائی اجتماعی للیونیسف أن الأولاد والبنات یتعرضون للاعتداء الجنسی على حد سواء، ویجبرون على الانخراط فی أعمال الدعارة وهم فی لیبیا، حتى أن بعض الفتیات وصلن إلى إیطالیا وهن حوامل نتیجة تعرضهن للاغتصاب.
ولکن وبسبب الطبیعة غیر القانونیة لعملیات تهریب البشر، لا تتوفر أرقام موثوقة تبین أعداد اللاجئین والمهاجرین الذین یموتون، أو یختفون أو یحتجزون، أو یجبرون على الانخراط فی العمل القسری وأعمال الدعارة.
وفی هذا الصدد تقول ماری بییر بواریر، منسقة الیونیسف الخاصة المعنیة بأزمة اللاجئین والمهاجرین فی أوروبا: "إنه وضع یائس یلفه الصمت – هؤلاء الأطفال بعیدون عن العین وبعیدون عن العقل. ولکن الآلاف منهم یواجهون الخطر کل یوم، ومئات الآلاف منهم مستعدون للمخاطرة بکل شیء". وتضیف: "یجب علینا أن نعمل بشکل ملح على حمایة هؤلاء الأطفال من جمیع أشکال العنف والاستغلال على ید أولئک الذین یستفیدون من الوضع ویستغلون أحلامهم".
وبحسب الیونیسف، یُخشى مع قروب حلول فصل الصیف فی منطقة البحر الأبیض المتوسط، أن تکون أعداد الأطفال على طریق المتوسط المرکزی هی الظاهر من جبل الجلید فقط، فهناک أکثر من 235,000 مهاجر فی لیبیا حالیا، 10 آلاف منهم هم أطفال غیر مصحوبین بذویهم.
وتقول بواریر: "یجب أن تلتزم جمیع الدول – الدول التی یغادرها الأطفال، والدول التی یعبرون منها، والدول التی یلتمسون اللجوء إلیها –بإنشاء أنظمة حمایة ترکز على المخاطر التی یواجهها الأطفال غیر المصحوبین بذویهم. فهذه فرصة فی دول الاتحاد الأوروبی، والدول الأخرى التی یقصدها اللاجئون والمهاجرون، لإصلاح السیاسات والتشریعات بطریقة تتیح إیجاد المزید من القنوات الآمنة، والقانونیة والمنتظمة لهؤلاء الأطفال".

 


المصدر: یونیسف