أحداث غزة الأخیرة تذکیر بضرورة إحلال السلام فی المنطقة

رمز المدونة : #3204
تاریخ النشر : شنبه, 5 خرداد 1397 9:56
عدد الزياراة : 494
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
أحداث غزة الأخیرة تذکیر بضرورة إحلال السلام فی...
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
قال المنسق الخاص لعملیة السلام فی الشرق الأوسط نیکولای ملادینوف إن الأحداث الأخیرة فی غزة تمثل تذکیرا آخر بضرورة إحلال السلام فی المنطقة. کما أنها تمثل تذکیرا بمدى سهولة اندلاع العنف فی قطاع غزة، الذی قال إنه على حافة الانهیار وأن شعبه، الذی نجا من ثلاثة صراعات مدمرة وعاش لأکثر من عقد من الزمان تحت سیطرة حماس وحصار إسرائیلی خانق وآمال متناقصة لإنهاء الاحتلال والحل السیاسی، یائس بشکل متزاید.

 

وأشار ملادینوف، فی إحاطة إلى مجلس الأمن بشأن الوضع فی الشرق الأوسط، بما فی ذلک القضیة الفلسطینیة الیوم الأربعاء، إلى مقتل نحو 76 فلسطینیاً بینهم 11 طفلاً على أیدی القوات الإسرائیلیة باستخدام الذخیرة الحیة ووسائل أخرى خلال أحداث غزة وأن عدد القتلى آخذ فی الازدیاد. واصفا تلک الأحداث بأنها الأسوأ منذ عام 2014. داعیا إلى التحرک بشکل عاجل لتجنب حرب أخرى ولتخفیف معاناة الناس وتمکین الحکومة الفلسطینیة من تحمل مسؤولیاتها فی غزة. و فی هدذا الاطار اکد مفوّض الأمم المتّحدة السامیّ لحقوق الإنسان زید رعد الحسین فی بیانا انتشر فی 18 مایو علی وخامة الاوضاع فی الاراضی المحتلة.

 

بیان مفوّض الأمم المتّحدة السامیّ لحقوق الإنسان زید رعد الحسین

أدّى العنف المروّع فی غزّة إلى دعوة هذا المجلس إلى عقد دورة استثنائیة. فمنذ انطلاق الاحتجاجات فی 30 آذار/ مارس، قتلت قوّات الأمن الإسرائیلیّة 87 فلسطینیًّا خلال المظاهرات، بما فیهم 12 طفلاً؛ وقُتِل 29 آخرین، بما فیهم ثلاثة أطفال، فی ظروف أخرى. کما جُرِح أکثر من 12,000 شخص، من بینهم 3,500 بالذخیرة الحیّة.

وقد بلغ العنف أوجه نهار الاثنین الواقع فیه 14 أیّار/ مایو، عندما قتلت القوّات الإسرائیلیّة 43 متظاهرًا – ولا یزال الرقم یرتفع للأسف، بما أنّ عددًا من المتظاهرین الـ1,360 الذین أصیبوا بالذخیرة الحیّة یومذاک، استسلموا لجروحهم وفارقوا الحیاة. وقد استُهدِف هؤلاء الأشخاص، ومعظمهم غیر مسلّح، بالذخیرة الحیّة بالإضافة إلى رصاصات فولاذیّة مغلّفة بالمطّاط وعبوات غاز مسیل للدموع، فأصیبوا فی الظهر، والصدر والرأس والأعضاء. کما قَتلت القوّات الإسرائیلیّة 17 فلسطینیًّا إضافیًّا خارج مواقع المظاهرات الخمسة الساخنة. وتشکّل حالات القتل الـ60 هذه أعلى نسبة للخسائر فی الأرواح تکبّتها غزّة فی یوم واحد، وذلک منذ انطلاق الأعمال العدائیّة فی العام 2014.

لا تشکّل هذه الأحداث بتاتًا "انتصارًا لحماس أمام الرأی العام"، على حدّ تعبیر متحدّث عسکریّ إسرائیلیّ رفیع المستوى؛ لا بل هی مأساة أغرقت آلاف الأسر. وقد وصف رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو المتظاهرین بأنّهم "یتقاضَون أموالًا من حماس"، وأنّ قوّات الأمن الإسرائیلیّة "حاولت التخفیف من الخسائر فی الأرواح". ولکن، ما من دلیل على أیّ محاولة للتخفیف من الخسائر نهار الاثنین. وعلى الرغم من أنّ بعض المتظاهرین رمَوا زجاجات حارقة وحجارة وأطلقوا طائرات ورقیّة محترقة فوق إسرائیل، وحاولوا استخدام قواطع أسلاک لإلحاق الضرر بالسیاجَین الفاصلَین بین غزّة وإسرائیل، إلا أنّ هذه الأعمال کلّها لا تشکّل أیّ تهدید قائم وداهم للأرواح یبرر استخدام القوّة الممیتة.

ومن جهة أخرى، یوحی جلیًّا التناقض فی حجم الإصابات بین الجهتَین إلى أنّ الردّ لم یکن متناسبًا أبدًا: فنهار الاثنین، أفادت التقاریر من الجانب الإسرائیلی إلى إصابة أحد الجنود بجروح طفیفة سبّبها حجر ضربه. وقد یشکّل القتل الناتج عن استخدام سلطة محتلّة القوّة بشکل غیر مشروع "قتلاً متعمّدًا" – وهو انتهاک خطیر لاتّفاقیّة جنیف الرابعة.

یتمتّع الفلسطینیّون بحقوق الإنسان نفسها التی یتمتّع بها الإسرائیلیّون. وبالتالیّ، یحقّ لهم العیش بأمان فی منازلهم، کما یحقّ لهم فی الحریّة، والخدمات الأساسیّة الملائمة والفرص. ولکنّهم محرومون من هذه الحقوق الأساسیّة التی تعود طبیعیًا لکل إنسان.

ویعیش سکّان غزّة جمیعهم، وعددهم 1.9 ملیون شخص، محتجزین خلف الأسوار، یعانون یومًا بعد یوم المزید من الحرمان والفقر المدقع. وبعد 11 سنة من الحصار الإسرائیلی، لا أمل لهم بإیجاد عمل، کما أنّ بناهم التحتیّة تنهار، فی ظلّ تفشّی أزمة الکهرباء، وتدهور خدمات الصحّة، ونظام الصرف الصحیّ المهترئ الذی یهدّد صحّتهم. وهم ملزمون بتحصیل إذن یخوّلهم الخروج من إسرائیل مهما کان سبب خروجهم، بما فی ذلک سعیهم وراء العنایة الصحیّة المتخصّصة؛ وفی العدید من الحالات یُرفَض أو یتأخّر منح هذا الأذن– کما جرى مع معظم المتظاهرین الذین أطلقت قوّات الأمن الإسرائیلیّة النار علیهم هذا الأسبوع.

إنّ إسرائیل، بصفتها سلطة محتلّة بموجب القانون الدولیّ، ملزمة بحمایة السکّان فی غزّة وضمان رفاههم. إلاّ أنّهم یبقَون محتجزین فی أحیاء فقیرة خانقة طول حیاتهم، ومن المهد إلى اللحد؛ هم محرومون من الکرامة؛ وقد جرّدتهم السلطات الإسرائیلیّة من إنسانیّتهم لدرجة یبدو وکأنّ المسؤولین لا یعتبرون هؤلاء الرجال والنساء یتمتّعون بالحقّ فی التظاهر، ولا یملکون حتّى سببًا یدعوهم إلى التظاهر.

 

لم یزدد أمن أحد بعد الأحداث المروّعة التی وقعت الأسبوع الفائت.ولا یزال وضع حقوق الإنسان یتدهور أکثر فأکثر فی الأراضی الفلسطینیّة المحتلّة. فبناء المستوطنات لا یزال قائمًا، وعنف المستوطنین تفاقم من جدید هذه السنة. کما أنّ تدمیر الممتلکات الخاصة لا یزال مستمرًّا، بما فی ذلک التدمیر العقابی الذی یشکّل شکلاً من أشکال العقاب الجماعیّ. ویواجه المجتمع البدوی الصغیر فی الخان الأحمر، شرق القدس، خطرًا کبیرًا فی النقل القسریّ. کما أنّ قریتَی بیتا والنبی صالح تعرّضتا للإقفال وتقیید التنقّل عقب الاشتباکات مع القوّات الإسرائیلیّة. وتتابع إسرائیل احتجاز أعداد کبیرة من الفلسطینیّین، بما فی ذلک الأطفال، على الرغم من أنّ القانون الدولیّ یعتبر احتجاز الأطفال من الإجراءات التی یتمّ اللجوء إلیها کملاذ أخیر. ونستنکر أیضًا الاستخدام الواسع النطاق وغیر المبرّر للاعتقال من دون محاکمة – الذی یُعتَبَر "احتجازًا إداریًّا" – وانتهاک الضمانات الأساسیّة للمحاکمة العادلة. کما أنّ غیاب المحاسبة لحالات القتل خارج نطاق القانون المزعومة وغیرها من الانتهاکات، بحسب ما أشار إلیه الأمین العام ومکتبنا1 یقوّض الثقة فی العدالة الإسرائیلیّة.

لا بدّ من محاسبة المسؤولین عن هذه الانتهاکات. وفی هذا السیاق، وکما هی الحال فی أیّ نزاع آخر حیث ینتشر الإفلات من العقاب، باستثناء الحالات التی یتمّ التوصّل فیها إلى تسویة سلمیّة، ینطلق العنف المفرط – المروّع والمجرم - بکلّ سهولة من فوهة البندقیّة؛ ثم یمسی طبیعیًّا، ویدمّر المحتل لربمّا، ولکن یدمّر أیضًا جانبًا أساسیًّا لدى السلطة المحتَلة. من أنتم عندما تطلقون النار بهدف القتل، على شخص غیر مسلّح لا یشکّل أیّ تهدید مباشر لکم؟ لستم بشجعان ولا بأبطال. لا بل ابتعدتم کلّ البعد عن ذلک.

ویبرز أیضًا الخوف والکراهیة – هذا التوأم الرهیب الذی یولّد العنف والمعاناة البشریّة، ویتحوّل الیوم إلى هوس لدى الطرفَیْن، أکثر خنقًا ودمارًا. ولأّی غرض؟ أَلِتَدمیرنا جمیعنا؟

لا بدّ من إنهاء الاحتلال، من أجل تحریر شعب فلسطین، وتحریر شعب إسرائیل منه. أنهوا الاحتلال، فیختفی العنف وانعدام الأمن على أوسع نطاق.

أحث إسرائیل على احترام التزاماتها الدولیّة. لا بدّ من احترام وحمایة حقّ الفلسطینیّین فی الحیاة، وفی أمنهم الشخصّی، وحقهم فی التجمّع والتعبیر. کما یجدر احترام وحمایة حقّ الجمیع فی الصحّة، بغضّ النظر عن السیاق الذی أدّى إلى إصابتهم. ولا بدّ لقواعد الاشتباک التی تعتمدها قوّات الأمن الإسرائیلیّة من أن تتوافق والتزامات إسرائیل الدولیّة، وأدعو إلى نشرها أمام الرأی العام. لا یجب أن یتعرّض الأطفال أبدًا إلى العنف، أو أن یتعرّضوا لخطر العنف أو أن یُشجَّعوا على المشارکة فی أعمال العنف. نذکّر من جدید، کافة الأطراف المعنیّین أنّ القوة الممیتة محظورة ولا یمکن استخدامها إلاّ فی حالات الضرورة القصوى، وکملاذ أخیر، وردًّا على تهدید قائم وداهم للأرواح.

“ أحداث غزة الأخیرة تذکیر بضرورة إحلال السلام فی المنطقة ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال